بات من المألوف رؤية ورشة متنقلة في الكويت، ذلك أن حياة الحداثة والتطور التي نشهدها تفرض شروطها التي تلائمها .
فمن أهم صفات عصرنا الحالي أنه عصر السرعة بامتياز، ولتعيش وتنجح في هذا العصر فلا بد من مراعاة ذلك .
ولتراعي السرعة فمن الطبيعي أن تحافظ على الوقت ولا تهدره، بل تستغل هذا الوقت في إنجاز أعمالك متجاوزاً المعيقات.
ومن المعيقات كثيرة التكرار في حياتنا في الكويت حدوث عطل في السيارة، تشل حركة صاحب السيارة وتعيقه عن أعماله .
وبدل ذلك ينشغل بسحب سيارته إلى ورش الإصلاح حتى من أجل أتفه عطل، فيضيع وقته في سحبها وانتظار إصلاحها .
لذلك انتشر وجود ورشة متنقلة في الكويت كثيراً، لمساعدة صاحب السيارة على تجاوز العطل بأسرع ما يمكن والعودة لأشغاله .
فالورش المتنقلة في الكويت تقوم بإصلاح العطل في مكان وجود السيارة وفورياً مما يتيح متابعة وتيرة الحياة المنطلقة .
الحداثة والأعطال
تساؤلٌ مشروع يراودنا : ألم يحن وقت تصنيع آلاتٍ لا تعطل ؟ وهو سؤال يستند على التطور العلمي الكبير الحالي .
يقابل هذا السؤال مقولة يرددها كثيرون من العاملين في التصليح : كلما زادت التقنيات كلما زادت معها الأعطال .
وعلى سبيل المثال في الأجيال الأولى من السيارات لم يكن يحدث عطل في التكييف لأنها لم تحوي تكييف أساساً .
حتى المحركات نفسها – بما أنها لازالت مستخدمة – لم تكن بهذه القوة والسرعة فالمحرك الحديث متطلباته أكثر .
فصار مطلوباً من معدن المحرك مثلاً أن يكون أكثر مقاومة وصلابة وكذلك أكثر قساوة سطحياً مما كان في السابق .
والاحتكاك المستمر المتكرر الناتج عن الحركة لابد أن يصل إلى نقطة يُحدث تآكلاً أو تغييراً في المعدن يخلُّ بوظيفته .
خصوصية الكويت
إن مناخ الكويت يساعد في زيادة الأعطال مساعدة كبيرة، ففيه من الرطوبة والرمال والأتربة والحرارة ما يهزم ويهرم أقوى الآلات .
فكل عنصر من هذه العناصر المذكورة له دوره القوي في التأثيرعلى الآلات إجمالاً والسيارات خصوصاً فيزيد احتمال العطل .
1- الرطوبة المرتفعة الآتية من ساحل الخليج العربي والتي تستمر كل السنة ولا يضعف تأثيرها إلا في شهري مايو ويونيو .
2- الحرارة العالية صيفاً بسبب المناخ الصحراوي والتي تتراوح صيفاً بين 42° و 48° وتصل أحياناً إلى 50° في الظل .
3- الرمال والأتربة والغبار خصوصاً في فصلي الصيف والخريف، وكذلك في أواخر فصل الربيع (الهبوب & السرايات ) .
فأين تلك السيارة التي تستطيع تحمل كل ذلك دون أن تتآكلها الأعطال ويعييها التعب – هذا أضافةً إلى الأعطال الافتراضية .
لذلك فإن المناخ هنا في الكويت يزيد احتمالات تعطل الآليات وذلك باجتماع العوامل المناخية التي تزيد احتمال وقوع العطل .
ولذلك انتشر وجود شركات ورشة متنقلة في الكويت لمقاومة عمل هذه العوامل المناخية الذي يؤثر سلباً في اقتصاد الكويت .
الأعطال والأعمال في الكويت :
إن الانطلاقة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها دولة الكويت والقائمة على العصرنة والحداثة تزيد التركيز على مفاهيم العمل والوقت .
لذلك برز وجود الورش المتنقلة في الكويت لتوفر على الناس إهدار الوقت فيما يمكن توفيره، وتوفر تعطيل الأشغال والمصالح .
وهذا يسهم بشكل جيد في الدورة الاقتصادية الوطنية في الكويت عن طريق تنشيط الأعمال ومنع تأخرها لأسباب يمكن حلها .
كما أن إحداث هذه الورش ينعش السوق المحلية من حيث أنها تقوم بتأمين فرص عمل كثيرة ومن اختصاصات متعددة .
مما ينعكس صحةً ونمواً على الاقتصاد الوطني ويجعله أقوى وأكثر قدرة على تحدي المصاعب والمعوقات فينمو يزدهر .
ختاماً
لا شيء يأتي عبثياً ودون أسس وقواعد يرتكز عليها في الحياة العملية، بل كله ينتج من وقائع معينة واحتياجات معينة .
ومثل كل شيء برز وجود الورش المتنقلة في الكويت كنتيجة حتمية للمعطيات الواقعية والاقتصادية والعصرية التي نعيشها هنا .
وهي ناتج جيد ومفيد للجميع وللاقتصاد الوطني كما رأينا في طيات هذه المقالة، ومُساهمٌ جيدٌ في بنية مجتمعنا في دولة الكويت .
ووجودها انعكس على المواطنين براحة البال وعدم القلق بسبب عطلٍ ما يصيب سيارتهم فيوقف أعمالهم ويغير في إيقاع حياتهم .
وليبارك الله تلك السواعد والخبرات التي تنهض للعمل يومياً والتي باجتماع أعمالها تنهض الكويت ويقوى اقتصادها ويزدهر .
تابعو صفحتنا على فيس بوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي فتعطرون صفحاتنا بمروركم .