مكيف السيارة قد يكون متوسط الأهمية في مناطق أخرى من العالم، أما هنا في الكويت فهو من أهم مكونات السيارة.
في هذا الطقس وهذا المناخ لدينا فلا غنى أبداً عن مكيف السيارة، خصوصاً عند اشتداد الحر، أو أثناء موجات الغبار.
ويجب الحفاظ على مكيف السيارة ليبقى يعمل بشكل جيد، فهو كباقي الآليات يحتاج عناية وصيانة لكي تبعد عنه أنواع الأعطال.
ولذلك آثرت أن أنشر هذا المقال لتوضيح بعض النقاط والتعريف بنقاط قد لا تكون معروفة لدى الجميع حول مكيف السيارة.
من اين نشأت فكرة مكيف السيارة ؟
نشأت عندما انتبه العالم جون هايلي سنة 1758 إلى أنه عندما يتبخر الكحول عن جسمنا فهذا ينشر برودة نشعر بها.
من هنا انطلقت فكرة التكييف، واستمر العمل عليها والدراسات حولها حتى تم إيجاد أول غرفة مكيفة بأحد الأبنية عام 1914.
وفي عام 1939 قامت شركة باكارد بأول تجربة لوضع مكيف في سيارة، ومنذ ذلك الحين نهجت باقي الشركات نهجها وطورته.
وصولاً إلى أيامنا هذه حيث المكيف هو جزء مهم من حياتنا سواء في البيت أو في العمل أو حتى في سياراتنا أينما ذهبنا.
وقد كانت المكيفات الأولى تستخدم الفريون R-12 ولكن تم استبداله بالفريون R-134 لأن النوع الأول يؤذي طبقة الأوزون.
ما هو مبدأ عمله؟
يعتمد مبدأ عمل المكيف عموماً على التلاعب بغاز التبريد من حيث الضغط والتكاثف والتمدد والتبخر، وأخذ الناتج الحراري.
فعندما يتحول هذا الغاز من نوع لآخر ينشر برودة، وفي العملية المعاكسة ينشر حرارة، ونحن نتحكم به بكل سهولة.
ففي الصيف نجعله ينشر البرودة في الداخل والحرارة خارجاً، وعند برودة الطقس ينشر الحرارة داخلاً والبرودة خارجاً.
مم يتألف مكيف السيارة؟
بالحقيقة هو يتألف من 4 قطع رئيسية، ولكل قطعة منها مهمتها الخاصة:
- الضاغط.
- المكثف.
- صمام التمدد.
- المبخر.
فالضاغط يضغط سائل التبريد باستخدام المكابس الخاصة بداخله، ويقوم بتسليمه إلى المكثف كرذاذ من قطيرات سائلة مع ضغط عالي.
وفي المكثف تزداد سيولة هذه القطيرات وتتكاثف أكثر، لتصل من بعدها إلى صمام التمدد الذي يسمح له بالتمدد من جديد بعد الضغط.
ومن ثم يصل إلى المبخر الذي يسمح له بالعودة إلى شكله الغازي (التبخير) مما يجعله ينشر البرودة من حوله فيبرد الهواء المحيط.
وهكذا عبر سلسلة الضغط والتمدد، التكثيف والتبخير، ينتج معنا فارق حراري بين بارد وساخن.
ونحن نتحكم عبر تحكمات التكييف في توجيه واحد منها لداخل السيارة والآخر لخارجها.
وحرصاً على استمرار عمله لا بد من إجراء فحص له عند الصيانة الدورية للسيارة لكي نتلافى حدوث أعطال فيه.
نصائح حول مكيف السيارة
- خلال الصيانة الدورية للسيارة قم بفحص غاز التبريد وهل هو بحاجة إلى مزيد من الغاز، فنقص الغاز يقلل قوته.
- كذلك خلال الصيانة الدورية تأكد من تنظيف فلاتر الهواء بشكل جيد، فتراكم الغبار والأتربة فيها يضعف عمله.
- تنظيف السيارة بشكل متواتر من الغبار والأتربة، لأن التكييف يأخذ من داخل السيارة أيضاً بعض الهواء.
- من الأفضل عدم ركن السيارة في الشمس لمدة طويلة، بل اختيار الأماكن الظليلة عند ركنها لفترات طويلة من الزمن.
- استخدام الستائر لتقليل دخول الشمس على السيارة، وبالأخص الستائر العاكسة التي تعكس ضوء الشمس على الخارج من جديد.
- ينصح عند ركوب السيارة بعدم تشغيل المكيف فوراً، ثم بعدما يستقر دوران المحرك يمكننا القيام بتشغيل المكيف.
- لا تشغل المكيف والسيارة متوقفة، فهذا سوف يستهلك البطارية فينخفض جهدها مما قد يضرب ضاغط مكيف السيارة .
- حتى لو لم تبرد فالشتاء قم بتشغيل التدفئة من المكيف ولو مرة أو مرتان بالشهر، فهو يحتاج على العمل على النظامين سنوياً.
- من الأفضل عدم تشغيله بشكل متقطع، مثل التنقلات الصغيرة المتكررة المتتالية في المدينة.
نصيحة لك أنت
في الختام أوجه كلامي إلى ما هو أغلى من المكيف ومن السيارة ومن كل السيارات، إلى (الشخص)، والذي هو أنت.
هناك أمر مهم وكثيرون يجهلونه: عن تتالي الانتقال بين الجو المكيف البارد وبين الجو الحار يؤذي صحة الإنسان.
فحاول التقليل من هذا الأمر، واحرص على الانتقال التدريجي بينهما وليس الفجائي، كأن توقف المكيف قبل الوصول بفترة.
فإذا كانت العناية بالسيارة مطلوبة فكيف بنا إذا والعناية بالإنسان نفسه وصحة هذا الإنسان، هذا اهم بما لا يُقارن.
فهنالك بعض المشاوير الصغيرة التي قد يمكن إنجازها بدون مكيف، أو قد يغني فتح النوافذ عن المكيف احياناً.
علينا أن نتدبر أمرنا نحن ومن ثم نتدبر أمور المكيف والسيارة وغيرها، ونرجو لكم السلامة دوماً.